اعتبر تجربتي في مشروع “هن… الآن” مشروع بالشراكة بين جمعة ADO+ ومنتدى الفيدراليات الكندي بدعم من الحكومة الكندية عنوانه يعنى بدعم المرأة القيادية والناشطة في المجتمع المدني من أجل مزيد التغيير وتفعيل مشاركة اليافعات في الحياة العامة بشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
تجربة مهمة جدا، فقد تعرفنا على عدة مفاهيم وجوانب لها علاقة بحقوق المرأة من خلال تطرقنا لمفهوم النوع الاجتماعي وعدة قوانين ومعاهدات. من خلال هذه الدورة استطعت أن أعي بأن انعدام المساواة وتواجد التمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي يشكل خطرا ليس فقط على النساء والفتيات بل على الرجال والفتيان رغم أنها نسبة قليلة مقارنة بالنساء والفتيات والمجتمع عامة. تأكدت أيضاً من أهمية دور اليافعين في مناصرة ومساندة قضايا اليافعات وذلك إيمانا بحقوق الإنسان وخاصة حق الجميع بالتمتع بحقوقهم في إطار المساواة دون أي شكل من أشكال التميز أو الإقصاء. لكن هذا الإيمان لا يجب أن يضل إيمانا فكريا، بل يجب أن يترجم في شكل أفعال وممارسات وهذا ما قد تبيناه من خلال التطرق لمفهوم القيادة التحويلية.
فبعيدا عن المفهوم الكلاسيكي للقائد الذي تحيط به بهرج و”بروبغندا” كبيرة ويجعله هو مركز القضية، يولد هذا المفهوم ليجعل من الجميع قادرا على أن يكون قائد وقادرا على التغير، فحسب مفهوم القيادة التحولية، التغيير الحقيقي يبدأ بذاتك، فكما قلنا سابقا الإيمان بهذه القضية ولا فقط الإيمان بل يجب كذلك احترام هذه الحقوق في ممارستنا اليومية، وبهذا يمكن لنا أن نؤثر على محيطنا، أصدقائنا، عائلتنا -الأخر- من اجل تكوين مجموعة تؤمن بهذا الفكر لنستطيع من خلاله تغير المجتمع والتشريعات والقوانين من اجل أن يكون هذا التغيير ذو استمرارية وفائدة تطال الأجيال القادمة.
وقد حفز في نفسي هذا المفهوم الجديد للقيادة و ما لاحظته من انعدام للمساواة وكثرة التمييز على أساس النوع الاجتماعي داخل الفضاءات التربوية إرادة التحرك من اجل التغيير، فلمدة سنوات كان معهدنا يفصل بين الجنسين أثناء تحية العلم وتقريبا في بقية الفضاءات وخلال مشروع تعرفت على المنشور الذي يمنع هذا الفصل، وقد شجعت أصدقائي بأن نحمل هذا المنشور ونتوجه للإدارة لدعوتها للالتزام به وإنهاء هذا الفصل وقد أثمر هذا نفعا فلقد استجابت الإدارة وتفاعل تلاميذ و تلميذات مع هذا التغيير إيجابيا والآن نحن بصدد إعداد عريضة وجمع توقيعات لإلغاء إلزامية ارتداء الميدعة للتلميذات فقط. وفي النهاية كلنا قادة وكلنا قادرون على التغيير ولو بشيء بسيط.
احمد بوغندة