تعتبر الرياضة نشاطا أساسيا و مهما في حياة الإنسان حيث أنها شيء لا يمكن التخلي عنه بل جزءا لا يتجزء من حياته ، فهي تؤثر بشكل إيجابي على صحته نفسيا و بدنيا. لكن أصبحت اليوم في أنظار الأغلبية وسيلة لملأ الفراغ و عبارة عن مجرد لهو و لعب، فقد تغافلوا عن أهميتها و فوائدها.
بدأت أمارس رياضة الفنون القتالية ‘الكيك بوكسينغ منذ الثانية عشر من عمري.
رغم محاولة العديد من الأقارب و الأصدقاء إقناعي بالتوقف عن ممارسة الرياضة التي اخترتها باعتبار أن رياضة الكيك بوكسينغ لا تصلح للفتيات و قد تعرضني للخطر أثناء الالتحام في مقابلة ما، حيث أنهم يحملون في أذهانهم فكرة تدريبي مع الذكور الذي لا يصلح لي باعتباري طفلة ضعيفة جسديا و مهما حاولت و تدربت لن استطيع المقاومة و المواصلة في هذا المسار .
بقت هذه الفكرة تراودني بيني و بين نفسي حتى كدت أتراجع و لكن مع تشجيع و مساندة عائلتي حاولت عدم الاكتراث لأحاديثهم و رغم تعرضي لعدة إصابات في نشاطي الرياضي صمدت و واصلت مسيرتي التي بدأتها متشبثة بأهدافي و طموحاتي.
وعندما بلغت سن الرابعة عشر و كنت أدرس في السنة التاسعة إعدادي رغبت في إدماج مساري الرياضي و الدراسي لأجل تحقيق توازنا دراسيا رياضيا و ذلك باختيار شعبة الرياضة.

فتلقيت بسبب اختياري الكثير من التصدي من قبل أساتذتي و أصدقائي حيث كانوا يعتبرون شعبة الرياضة سهلة جدا لا تصلح للمتفوقين في الدراسة علاوة على قلة فرص العمل وآفاقها المحدودة في المستقبل فهي مجرد لعب أو حركات جسدية بسيطة و ليس لها فوائد ذهنية .
ضايقتني هذه النظرة كثيرا و لم أجد مساندة إلا من والديا فهما من تركا لي حرية الاختيار المطلق.
من هذه النظرة المحدودة للرياضة، عملت على التحدي و رسمت هدفا جديدا و هو من بين الأسباب الأساسية التي دفعتني للتشبث بقراري و هو هدف تغيير النظرة السلبية تجاه شعبة الرياضة.
دخلت السنة الأولى رياضة و تخصصت في “الكيك بوكسينغ ” ومع الزمن وجدت اختلافا كبيرا جدا بين ما ظنه الآخرين عن هذا التوجيه و بين ما ندرسه فعلا .

عملت على فكرة التغيير و أصبحت أتحدث عن هذه التجربة بشكل دائم في المناسبات و الاجتماعات و الجلسات لأجل نشر ثقافة أهمية الرياضة ، ثم انضممت إلى جمعية أدو+ التي كان لديها تأثيرا إيجابيا كبيرا جدا في حياتي الدراسية و الاجتماعية حيث زادتني ثقة و قدرة على التواصل و العمل لأجل التغيير . لقد أصبحت أتلقى الكثير من الرسائل و المحادثات و الأسئلة عن “شعبة الرياضة”
كما لاحظت أن العديد من الأولياء الآن يدفعون أبناءهم للتوجه الرياضي و اليافعين و اليافعات يرغبون في ذلك أيضا و في المشاركة و الانضمام للمجتمع المدني و هذا ما جعلني أشعر بأنني عنصر فاعل و مغير بعد استنتاج هذه النتائج الايجابية و الأفكار و النظرة الجديدة و المختلفة التيأصبح المحيطون بي ينظرون لي بها.
أنا الآن في السنة الثالثة ثانوي رياضة أدرس و أمارس رياضتي ، ناشطة في المجتمع المدني و أعمل دائما و أكثر و أكثر على تحقيق و نشر ثقافة التغيير في مجتمعي.

4 Comments
Mohammed fraj
Good article
Iyed Jallouli
ربي يوفقك❤️
Hathemi
Bon courage
Mohamed hajji
Ahla hanin fik y denya raby iwaf9ek inchallah ❤