أمين السمعلي تلميذ ويافع يبلغ من العمر 19 سنة من مدينة القصور بولاية الكاف…اجتاز امتحانات الباكلوريا بنجاح. تحدث لنا عن تجربته في ظل الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد خلال هذه السنة الدراسية والمصاعب التي تعرض لها.

امتحانات الباكلوريا في زمن الكورونا
كيف كان العام الدراسي و فترة المراجعة لامتحانات الباكلوريا في خضم الفترة الحساسة التي تمر بها البلاد ؟
بما ان نظام الدراسة وتوقيتها تغير كليا خلال هذه الفترة واعتماد نظام الدراسة بالتداول كل أسبوعين في المناطق الداخلية كحل وإجتهاد من قبل المسؤولين للاخذ بعين الاعتبار المقيمين..كان الوضع تحت السيطرة في بداية السنة لبطء نسق الدراسة ولكن تغير الوضع تماما مع بداية السداسي الثاني ومن ثم اسبوع الباكلوريا البيضاء فبدأت الأمور تتصاعد و النسق يتسارع خاصة في فترة المراجعة .. لذالك اعتبر هذا العام صعب جذا.
- هل كانت جائحة كورونا 19-COVID ، عائق كبير في دراستك ؟
أنا أعتبر وباء كورونا نعمة ونقمة في نفس الوقت …حيث النسق البطيء للدراسة في بداية السنة جعلني اتخاذل قليلا في الدراسة ..فالدراسة بالتداول كل أسبوعين ليس هينا …فعليك مراجعة ما درسته قبل أسبوعين اذا لا تريد نسيانه.
و أعتبره نعمة لأنه عندما أصبت بالكورونا و لازمت البيت لأسبوعين هذا مكنني من تعويض الوقت الضائع ومراجعة الدروس المتخلدة لدي والتركيز اكثر في دراستي. كان لدي ما يكفي من الوقت للتحسين من مستوايا في عدة مواد واعتبر ان مرضي بالكورونا كان له فضل كبيرعلي حتى اتدارك ما فاتني و استعد لامتحانات الباكلوريا البيضاء.
- هل درستم عن بعد ؟ اذا نعم كيف كانت التجربة ؟
كان مجرد اجتهاد من بعض الاساتذة و لم يكن اجباري.. حاولوا ان ندرس عن بعد كلما سنحت الفرصة لعدم توفر الظروف الاساسية عند أغلب التلاميذ.
فالدراسة عن بعد تتطلب انترنات قوية لمدة طويلة و تجهيزات محترمة .. ورغم ذلك حاول بعض الاساتذة على غرار أستاذ الانقليزية من التواصل معنا عبر الانترنات بارسال دروس و تمارين ..و كنا نتعاون فيما بيننا حتى نتحصل جميعا على هذه الدروس حتى نكون جميعنا متساوين و لا نميز شخصا عن الاخر.
أنا أحب التغيير والمغامرة …الدراسة عن بعد كان تحديا باعتباره طريقة جديدة وغريبة بالنسبة لي ..بعد اثني عشرة سنة دراسة بالطريقة التقليدية أجد نفسي أتابع الدرس من البيت وهي مسؤولية.. ولكنني كنت مجتهدا لانني كنت اعتبرها فرصة لتدارك الدروس في فترة حضر التجوال وتوقف الدراسة.

- هل تعتقد أن الـوباء كان سببا مباشرا في عدم نجاح البعض ؟
أجل ..أظن ذلك.. ويعود ذلك بالأساس كما سبق وذكرت الى الجو العام والنسق البطيء للدروس..الى جانب افتقار منطقتنا الى اي نوع من التحفيز كأنشطة نقوم بها خلال الاسبوع دون دراسة…وعندما تتالت فجأة الدروس …لم يستطع الجميع اللحاق بالنسق السريع وتدارك الوضع ومن بينهم من كان حقا متميزا في الدراسة … لذلك نعم.. أعتبر الوباء سببا مباشرا ومهما جدا في عدم نجاح البعض.
- تأثير جائحة كورونا في نفسيتك خلال العام الدراسي ؟
من المؤكد ان العامل النفسي لعب دوره في هذه الفترة …فالخوف المستمر من الاصابة بالكوفيد أو ان تنقل العدوى الى العائلة يشتت افكارك و يقلل من تركيزك في الدراسة.
التواتر بين النسق البطيء والسريع أثرعلى نفسية التلميذ الذي اصبح يعيش ضغطا نفسيا كبيرا وعدم توازن ما سينعكس على مستواه الدراسي.
- ماذا كنت تتمنى أن يكون متوفرا خلال هذه الفترة في معهدك (احاطة نفسية / مساعدات/ معاملات استثنائية)
الاحاطة النفسية بكل تأكيد…أنا أعتبر أن أكثر من 60 بالمائة من أسباب النجاح يعود الى نفسية التلميذ ..فإذا كنت مرتاحا نفسيا فانك ستبدع وتجتهد ..ستحاول توفير كل الظروف الملائمة للنجاح.
الاحاطة النفسية مهمة جدا لمعرفة التعامل مع الخوف…أنا شخصيا تملكني الخوف من الباكلوريا ولكنني والحمد للله كنت مدعوما من قبل العائلة التي تفهمت وضعيتي وساندتني كثيرا …ولكن لا أعتقد أن الجميع تمتع بالاحاطة والدعم الكافي خلال تلك الفترة لعدم تمكن اليافع من ترجمة مشاعره والتعبير عنها في محيطه بطريقة صحيحة لذلك الاحاطة النفسية داخل المعهد مهمة جدا وللجميع ليس فقط لتلاميذ الباكلوريا.

- ماذا كان دور العائلة خلال هذه الفترة ؟ كيف تعاملت معك ؟ وهل تعبر الإحاطة العائلية للتلميذ خلال هذه الفترة الحساسة مهمة ؟
العائلة هي الأقرب للتلميذ وبالتالي من المهم أن يجد منها المساندة…فصحيح ان النجاح مهم ولكن لا يجب ان يكون اولوية العائلة ..الاهم هو الدراسة بمعنويات مرتفعة.
هناك بعض العائلات اعتمدت اسلوب العقاب او التهديد في تعاملها مع تلميذ الباكلوريا وهي طريقة أعتبرها خاطئة .فعلى الأولياء التواصل مع ابنائها …التحدث معهم وتحفيزهم…هذه مبادرة مهمة جدا …واذا لم تقم العائلة بهذه المبادرة فعلى التلميذ القيام بها …أن يجلس مع عائلته وأن يضع النقاط على الحروف..
أنا شخصيا وجدت الدعم من أفراد عائلتي …تحدثت معهم..قبلت بالأمر الواقع … وكان أمر مهم بالنسبة لي…حقا ثقة العائلة أمر مهم …تزيد من معنوياتك لتقدم على العمل بكل أريحية و تكون جاهز لاجتياز الامتحانات.
- كيف كانت معاملة الأساتذة والطاقم الدراسي مع تلاميذ الباكلوريا خلال هذه الفترة ؟
الحقيقة كانت هنالك احاطة كبيرة من قبل الأساتذة..و حسن معاملة …على الأقل في ما يخص أساتذتي المباشرين…كانوا يدعموننا على المستوى الدراسي والنفسي…اذا لاحظوا توتر أحد التلميذ يقومون بالتحدث معه مباشرة للرفع من معنوياته و تشجيعه ببعض الكلامات من قبيل “انت قادر على التقدم …مازال عندك فرصة للنجاح…يمكنك تحسين مستواك ” هناك أساتذة ساعدوا التلاميذ غير القادرين على الدفع لدروس خصوصية بمدهم بتمارين و اختبارات… قامو بحصص مراجعة..تقريبا لمدة أسبوعين قبل الامتحانات النهائية.. خاصة في المواد الأساسية …العلوم التجريبيية و الرياضيات والفيزياء..حتى في مادة الاعلامية قاموا بدعمنا …لأنها مادة جديدة بالنسبة لنا …نعم كانت هنالك احاطة كبيرة من الأساتذة و رغبة جانحة في مساعدتنا و تحسين مستوانا و منحنا الثقة اللازمة.
- أخبرنا بقصة أوحدث حصل لك خلال هذه الفترة
أذكر انني تحصلت على علامة سيئة في مادة العلوم الطبيعية في السداسي الثاني..بعد أن كنت متفوقا في السداسي الأول…ما أشعرني بالاحباط و الحزن الشديد..حتى أنني بكيت من شدة حزني …ما لم يحصل لي من قبل…لأنني كنت ارى أن بامكاني التحصل على علامة افضل…ولكنني وجدت دعم كبير من أستاذة العلوم الطبيعية..التي جددت ثقتي في نفسي ..
فسعيت بكل جهد في تدارك الأمر و ضاعفت جهودي …وما حصل قواني أكثر … لن أنسى ما قالته لي أستاذتي “اذا كان لديك ايمان في قدرتك على التقدم فأنت قادر على ذلك..و الأهم في ان تجتهد في الدراسة بمعنويات كبيرة “…ومن هناك أصبحت أركز أكثر على الجانب النفسي حتى أستطيع الدراسة بكل اريحية دون ضغط أو اجهاد..حقا ثقة الأشخاص المحيطين بي كان لها فضل في نجاحي.

الدراسة والعمل الجمعياتي
- العمل الجمعياتي بالتوازي مع الدراسة ..هل هو ممكن بالنسبة ليك ؟
سأتحدث عن تجربتي الخاصة..في بداية السنة الدراسة ..قالت لي كل من السيدة ضحى الجورشي والسيدة وهيبة بلغيث من جمعية اليافع(ة) التي أنشط معهم منذ سنتين … أن أركز هذا العام على دراسي…فالأولوية في تحصلي على شهادة الباكلوريا.
الحقيقة في الفترة التي لم أقم فيها باي نشاط مع الجمعية كنت متخاذلا جدا … فمع النمط البطء للدراسة … زاد توقفي على العمل الجمعاتي في التراخي..
ولكن ما ان قمت ببعض الانشطة داخل جمعية +ADO و مركز “كوثر”..أحسست بتجديد النفس و بحيوية كبيرة..تجدد حماسي للعمل والدراسة ..فالعمل الجمعياتي كان له أثر كبير على دراستي بكسب الحماسة في وذلك بتحسين قدراتي و تطويرها .
في البداية كانت عائلتي متعارضة مع نشاطي هذه السنة …لنفس الاسباب…وهي الأولوية لدراستي و اجتياز امتحانات الباكلوريا بنجاح.. ولكن فيما بعد دعمتني أمي في قراراتي..وقالت “اذا كنت قادر على التوفيق بين العمل الجمعياتي و دراستك…فسأدعمك”. فأجبتها “نعم أنا قادر و في مستوى المسؤولية.”..نعم المجتمع المدني كان له أثر ايجابي يتمثل خاصة في تطوير قدراتي.
رسالتي للأولياء ..أن العمل في المجتمع المدني مهم جدا لأنه يحفز اليافعين واليافعات على الدراسة على عكس اعتقادهم.. فالأثر الايجابي و الروح التي يبعثها العمل في المجتمع المدني تنعكس بطريقة مباشرة وليس فقط غير مباشرة في الدراسة و تحفزك على الاجتهاد والمثابرة ..حتى أنك تصبح طموحا في دراستك فالنجاح في المجتمع المدني يحفزك في التفوق في الدراسة أيضا ..تصبح نظرتك المستقبلية أوسع…فمن المهم اعطاء الثقة في الأبناء و دعمهم.

- ماذا أضاف لك العمل الجمعياتي و التدريبات التي شاركت فيها في حياتك..وفي دراستك ؟
سأتحدث عن التدريبات التي قمت بها في صحافة المواطنة و الفيديو 2D ..فبفضل هذه التدريبات … فأصبحت من عشاق الاعلامية … فقد عرف مستوايا في هذه المادة نقلة نوعية حتى أن استاذ الاعلامية أصابته الدهشة من التقدم الذي احرزته في وقت قصير و تساءل كيف فعلت ذلك.
كان معدلي 3 في مادة الاعلامية في بداية سنة الثالثة ثانوي و أصبح معدلي اخر السنة 18..و تواصل تفوقي في تلك المادة الى السنة الموالية وتحصلت على 16.5 في الامتحانات النهائية من الباكلوريا.
التكوين مهم جدا..فالتدرب على مونتاج الفيديو 2D لا يقتصر على ذلك فقط..فهذا يخول لك التقدم في العديد من المجالات وعلى نطاق اوسع .. و يحفزك على الاطلاع اكثر وتطوير قدراتك. فالقدرات التي مكنني بها العمل الجمعياتي ساهمت في تطوير قدرتي على التواصل داخل مجموعة .
2 Comments
souhir
bravoo♥️….klleeem mezyeen aa lékherr o yaaber aa nes lkol♥️💪
souhir
bravoo♥️…klleem mezyéen aa lékher o y3aber aa nes lkol😘