سناء بكوش 16 سنة من سوق الأحد ولاية قبلي برلمانية سابقة لسنة 2019/2020 والان ناشطة بجمعية اليافع(ة) أجابت سناء على أسئلتنا بكل عفوية ..
1.لماذا قررت المشاركة في المجتمع المدني؟
كنت أنشط في المجتمع المدني منذ السنة السادسة ابتدائي فلطالما أردت مساعدة الغير..وما اكتسبته من المجتمع المدني هو حب الناس, كما تعرفت على تجارب الاخرين. معلمي كان سبب دخولي لمجال المجتمع المدني وانا ممتنة له كثيرا…كان شخصا يحب العمل التطوعي و كثير النشاط…
مدرستنا كانت بعيدة جدا عن دور الشباب والرياضة فكان يقوم بتنشيط نادي يعلمنا من خلاله مختلف نشاطات المجتمع المدني و يحدثنا على النشاطات الموجودة في المناطق الاخرى من ولاية قبلي. أذكر أنه نظم لنا انتخابات داخل القسم و فهمت من خلالها لأول مرة ما يعنى انتخابات وتكون نزيهة وعادلة وتعلمت أيضا من خلالها الانتخابات البلدية و دور البرلمان… وهكذا أعجبت بأجواء المجتمع المدني والانتخابات. أذكر أنه رغم صغر سننا كنا نقترح نشاطات نقوم بها داخل المدرسة من أهمها اذاعة مدرسية, مسرح ومسابقات وكان هو يؤطرنا و يشجعنا دايما.

2.من/ ماذا أردت أن تغيري ؟
أسكن في حي يسمى “الجزيرة البعيدة” وهي فعلا بعيدة جدا على دور الشباب والثقافة و اذا أراد أحدهم ممارسة عمل ثقافي فسيتكبل عناء المواصلات التي تعاني هي الأخرى كثيرا. لذلك أردت أن لا نقف عند ذلك ونقوم بأنشطة داخل منطقتنا..فعملت على تكوين مجموعة ناشطة تعمل على تحسين الحي ومواصلة مشوارنا رغم المصاعب التي نواجهها.
هناك مركز شبابي جديد تقوم جمعية باقامته في حينا وهذا خبر سار جدا بالنسبة لكل يافعي ويافعات المنطقة..وأنا شخصيا مسرورة جدا بهذا المشروع فقد زرع فينا الأمل وهي تعتبر فرصة لي ولأصدقائي للنشاط داخل المركز.
ما أسعى الى تغييره في منطقتي هو العقلية ..لا أريد أن يعتبروا المجتمع المدني مضيعة للوقت قد يؤثر سلبا على دراسة اليافع أو اليافعة .وقد أثبتت العكس ..حيث أن علاماتي ارتفعت جدا منذ انخراطي في المجتمع المدني وقد لاحظ أساتذتي ذلك.
أريد أن أغير هذه الافكار أولا لدى الأولياء ومن ثم لدى التلاميذ والاطار التربوي ككل..أريد أن يعلمو أن المشاركة في نادي أو في جمعية أو حتى في انتخابات برلمانية أو بلدية لا تعني أنك ستتخلى عن دراستك بالعكس فهي تساعدك على التطور وتطوير جهتك وتزيدك ثقة في النفس.
كما أحفز و أشجع أبناء منطقتي على العمل بجد لتطوير الجهة رغم عدم توفر الامكانيات…ويجب أن نحاول بالامكانيات المتوفرة ولو كانت بسيطة العمل على تحسين وضعيتنا.

3. هل تعتبرين أنك قادرة اليوم عن التغيير ؟ كيف ؟
أعتبر تجربتي في برلمان الطفل و من ثم انضمامي الى جمعية اليافع(ة) نقلة نوعية في حياتي…عندما شاركت في البرلمان كان لغاية التعلم واكتساب خبرات جديدة وتعلم التواصل مع كافة الأشخاص بما أنني كنت خجولة جدا في البداية.
عملت على تطويري ذاتي..وعندما انضممت الى جمعية اليافع(ة) و اكتسبت العديد من الخبرات أصبحت أعمل أيضا على منطقتي ..أصبحت أقترح مشاريع و أعمل عليها ايمانا مني بقدرتي على تغيير المجتمع الذي انتمي اليه. أحسست حينها أن سناء الجديدة قد خلقت.
4. لماذا قررت المشاركة في مشروع هن..الان ؟
عندما سمعت بمشروع هن..الان أحسست أننا سنتطرق لمواضيع تهم المرأة …وتحمست لذلك كثيرا فقد شدني عنوان المشروع “هن..الان” يعني المرأة في الوقت الحاضر ..وعندما شاركت أعجبت كثيرا بالمحاور التي عملنا عليا كالنوع الاجتماعي أو المناصرة أو اعداد مشاريع ..فهمت عديد المصطلحات الجديدة كالقيادة التغييرية أو التحويلية.
5.ماذا تغير في سلوكك أو في شخصيتك ؟
لم أكن مؤمنة في البداية بالمساوات بين المرأة والرجل..لأنني تعلمت من المجتمع الذي أعيش فيه أن على الفتاة البقاء في البيت وأن الرجل لا يجب أن يرتدي اللون الوردي..لم أكن أقبل أن أرى والدي مثلا يرتدي قميصا ورديا..
اليوم وبعد أن شاركت في العديد من التدريبات على النوع الاجتماعي في اطار مشروع هن..الان..خاصة عندما قمنا بدراسة وقدمناها في عديد المناطق حول”تصورات اليافعين واليافعات حول أهم أشكال عدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد اليافعات” بدأت أفكاري القديمة تتوالى مع الوقت وأكتشفت أن ليس غريبا على الرجل مساعدة زوجته في البيت ..ليس غريبا ان تقررامرأة الخروج للشارع والعمل. مجتمعنا يتكون من امراة ورجل و هما متساوين و معا يستطيعان خلق الديناميكية.

6. ماهو تقييمك لنفسك بين أول مشاركة لك في مشروع هن..الان و بعد عام.
أحسست بتغيير كبير..فعلى المستوى الاتصالي “سناء” ما قبل مشروع الان ليست كـ”سناء” ما بعد مشروع هن..الان..بعد المشاركة وتعلم أساليب و تقنيات التواصل و التحدث أمام الجمهور تحسن أدائي كثيرا ..كما كنت أتحدث مع أصدقائي المقربين فقط ..الان أصبحت أحب التواصل مع الاخرين للتعرف عليهم.
7. كيف اثرت التدريبات على النوع الاجتماعي في حياتك اليومية ؟
نعم تغيرت كثيرا…فمن قبل مثلا كنت أخجل من طلب فوطة صحية من عند القيمة ..ولكن بعد التدريبات التي قمت بها خاصة على النوع الاجتماعي أصبحت أعي أن هذه الاشياء طبيعية وليست عيبا ولا يجب أن أخجل بها.

8. شيء قمت به يؤكد أنك تغيرت فعلا ؟
في حصة الرياضة..كانت الفتيات لا تمارس الرياضة وتجلس لمشاهدة الأولاد ..كنت أقبل هذه الوضعية ..ولكن بعد التدريبات على النوع الاجتماعي اكتشفت أن هذه الوضعية ليست سليمة فذهبت لأستاذ الرياضة و أخبرته أنه من حقنا ممارسة الرياضة مثلنا مثل الفتيان..كما أكدت أنني أريد القيام بنفس التمارين التي يقومون بها ورغم أن الحوار كان حادا نوعا ما..استطعت اقناعه وشاركت في التمارين ولم أخجل من الوقوف من الامام.
أذكر أنه تم تعليق لافتة في المعهد حول اجبارية الميداعة فقط للفتيات …حينها ذهبت للقيم العام وذكرته بالنظام الداخلي ومناشير وزارة التربية التي تنص على اجبارية ارتداء الميداعة للفتيات والفتيان. كما أشرت الى الدستور التونسي الذي ينص على المساواة بين الجنسين.
ولترسيخ هذه الأفكار لدى التلاميذ قمت أنا وصديقاتي بوضع أوراق صغيرة فوق الطاولات وكتبنا عليها “لماذا على الفتيات فقط ارتداء الميداعة ؟ “وعندما دخل الاساتذة والتلاميذ ووجدو الأوراق فتح النقاش حول الموضوع.
9. كيف كانت ردة فعل العائلة للتطور الذي لمسوه لديك ؟
ساندتني عائلتي كثيرا في البداية..في كل الانشطة التي قمت بها وخاصة عند انضمامي للاذاعة المدرسية..ولكن عند انضمامي للبرلمان أصبحت الأمور جدية أكثر وهذا أخافهم كثيرا. ولكنني استطعت أقناعهم بأهمية مشاركتي.

10 . حدثينا عن تجربة المسرح..كيف عشتها وماذا تعلمت منها ؟
أنا أحب المسرح كثيرا..ورغم مشاركتي في بعض المسرحيات المدرسية غير أن تجربتي الأخير في مسرحية “المهمة la mission” كانت مختلفة تماما لأننا لم نحفظ نصا جاهزا لتقديمه للجمهور..بل كتبنا معا النص و تدربنا تحت تأطير المخرج المسرحي وليد عيادي و مساعده مهدي عياد. لقد سعدت كثيرا بالتكوين المسرحي الذي تلقيته.
أعترف أنني كنت أعتبر المسرح شيء سهلا للغاية ولكنني تفاجأت بما اكتشفته أثناء التدريبات على مستوى الأداء وتقنيات الكتابة خاصة ان الموضوع الذي عملنا عليه هو النوع الاجتماعي وهو موضوع حساس لا يقبل التأويل.
لقد اكتشفت عالما جديدا ..ولكن بفضل أستاذي وليد العيادي و زملائي أحسست بالثقة وحاولت تقديم أفضل ما لدي.. كانت فعلا تجربة رائعة..كانت الأجواء جميلة ..لم أشعر بالضغط بل كنت مستمتعة وأنا أتمرن.. تغيرت فكرتي على المسرح.
11 . هل تعتبر ان الفن وسيلة مهمة للتخلص من الصور النمطية والقضاء على التمييز القائم على النوع الاجتماعي؟
أجل وأريد في هذا الاطار الحديث عن تجربتي في Escape room.. ففي المخيم الثقافي الأول كانت لي الفرصة في المشاركة في اعداد لعبة “Escape discrimination” التي اعتبرها تجربة رائعة للغاية..بل لا اصدق اننا حقا تمكننا من صناعة لعبة نقوم من خلالها بتوعية اليافعين واليافعات حول النوع الاجتماعي.
الفن يجعل كل شيء بسيط وممتع..اليافع أو اليافعة يمل من النصوص والمحاضرات الطويلة وهو يفضل تلقي المعلومة في شكل عمل فني كفيديو 2D أو لعبة أو مسرحية.

12 . رسالتك الى اليافعين واليافعات
ليس بالضرورة توفر كل الامكانيات حتى تكون قادر على التغيير في نفسك وفي مجتمعك..يجب أن تخلق بنفسك الديناميكية …كما يجب أن تفكر في الأجيال القادمة و تعمل على توفير أرضية جديدة ليعملو عليها في المستقبل..اذا لم تجد شجرة تقيك من أشعة الشمس..ازرع واحدة لتحمي من سيأتي من بعدك..
يجب أن تفكر في نفسك وفي عائلتك وفي الغد …يجب أن تؤمن أن المستقبل يصنعه اليافعين واليافعات..لا تلم أحدا وحاول أن تغير بنفسك. وخير دليل على ذلك أن مجموعة سوق الأحد التابعة لجمعية +ADO استطاعات من انشاء ساحة الاحلام من أرض مهملة.
وأخيرا..لا تبخل على غيرك بالمعلومات والتجارب التي تحصلت عليها..لا تكن أنانيا وتحتفظ بالمعلومات لنفسك..البدايات دائما صعبة..ولكن بالاصرار بالتعود وبالتجربة ستصبح قادرعلى صنع التغيير.