عايشت تونس – كغيرها من دول العالم – فترة الانتشار السريع و الواسع لجائحة كورونا بحزم كبير تجلى في عديد الإجراءات التي و لئن كانت صارمة إلى حد كبير فإنها فقط في سبيل الحفاظ على أرواح التونسيين و التونسيات و تجاوز دقة المرحلة بأقل الأضرار من كل النواحي.
فتعطلت الدروس و أغلقت المؤسسات الحاضنة للتلاميذ من المدارس و المعاهد و دور الثقافة و الشباب و غيرها ..ليتضاعف عدد الساعات المنقضية في البيت, المنعدمة من جل أوجه الحركية و الفاعلية ..لتدخل البلاد تدريجيا في مرحلة ” الحجر الصحي ” و يمسي المنزل هو الملاذ الوحيد و المتنفس الأوحد للشعب – بجميع فئاته – من الشارع الذي أصبح خطيرا بمفعول الانتقال السريع للوباء في صفوف المواطنين .
و في ظل السوداوية الحائمة في جميع أنحاء البلد ..كل يفكر في المصير ..و يرهق نفسه اليوم في استخبار حاله الغد ..تعقدت الأمور و من عطلة أسبوعين وجدنا أنفسنا على حافة شهرين ..فتأثرنا كثيرا و في نقطة ما أضحى الاكتئاب منطلقا لجميع حواراتنا الافتراضية ..و لكن هيهات ما أن تداركنا أمرنا و قررنا أن ننظر للوضع من جانبه المشرق المليء بالأمل ..عماد مرحلة المراهقة و الشباب ..فوجدنا أننا نقضي وقتا مطلقا دون القيام بفعل أو نشاط ..و رجحنا أن كآبتنا قد تكون منبثقة من ذاك الفراغ الحركي ..

عندها قررنا أن نستثمر طاقاتنا ومواهبنا لنتعايش مع تلك المرحلة …. فكان الكتاب والغناء والعزف والرسم والتوثيق. متنفسنا الذي يملأ أوقاتنا فاعلية ويقلل من وطأة الملل لدينا…ثم قلنا “لما لا نعمم أنشطتنا في جميع صفوف اليافعين واليافعات و الشباب؟ فنكن بذلك خير سفراء للطاقات الإيجابية” فأطلقنا بذلك حملة افتراضية تحت عنوان “تونس بخير” ..مستغلين في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي– التي كانت الرابط الوحيد بيننا- من خلال تصوير أشرطة فيديو قصيرة – كل من منزله- نشارك فيها العموم عديد الفقرات و النصائح عن كيفية استغلال فترة الحجر الصحي – كل حسب مجال موهبته .
و قد تسببت الجائحة كذلك في تأجيل عديد الملتقيات و الاجتماعات و الأكاديميات التي كان من المرجح إعادة إطلاقها في زمن ما بعد الكورونا ..
و لكن خير بعض المشرفين ..أن يستثمروا فرصة الحجر الصحي و أن يطلقوا فعاليات مشاريعهم على المنصات الافتراضية ..مساهمين بذلك في تخفيف وطئة الحجر على المشاركين و منحهم جرعات تفاؤل و أمل بتنشيطهم و تكوينهم و هم في منازلهم .

و من بين هذه المشاريع التي كان ليافعي/ ـات مجاز الباب نصيب المشاركة فيها“أكاديمية اليافعين و اليافعات للتثقيف السياسي” المبعوثة من قبل جمعية اليافع بالشراكة مع هانس زايدل الألمانية و 7 بلديات ( مجاز الباب , القصور , أولاد حفوز, شربان , سوق الأحد , سيدي حسين , أريانة ), إضافة إلى بلدية عنابة من الجزائر. كما تضم الأكاديمية 22 يافع و يافعة و 7 أعضاء مجلس بلدي بمعدل 3 يافعين/ـات و عضو مجلس عن كل بلدية .
تحت عنوان” يافعين ويافعات في عصر الكورونا “.انطلقت الأكاديمية في 11 ماي 2020 بتكوينات عديدة تندرج ضمن محاور مختلفة ..
ساهمت في تكويننا جيدا في مجال التثقيف السياسي و فتح أعيننا على عديد المواضيع المهمة:
– في ما يخص العلاقات الدبلوماسية و النظام الدولي و أحقية اليافعين و اليافعات في مواكبة المجال السياسي مع الأستاذ صلاح الدين الجورشي.
– التحكم في التوتر والقلق و الاستثمار في فترة الحجر الصحي مع الأخصائي النفساني الأستاذ كريم اليعقوبي
– حقوق الطفل و النوع الاجتماعي و التنوع البشري مع الحقوقي الأستاذ بسام عيشة .
– العمل البلدي و القوانين المتعلقة بالجماعات المحلية مع الأستاذ منذر بوسنينة
و غيرها من المعلومات الشيقة و الهامة التي طورت من قدراتنا و غذت ثقافاتنا في هذه المجالات…و ولدت فينا النشاط و الديناميكية في فترة الحجر الصحي
