Blog Details

حنين بوبكر يافعة تبلغ من العمر 17 سنة تقطن في مدينة سوق الأحد من ولاية قبلي مولعة بالرياضة و متخصصة منذ 5 سنوات في الكيك بوكسينغ.

حدثتنا في هذه المقابلة عن تجربتها مع هذه الرياضة التي يعتبرها الكثيرون رياضة “رجالية” وعن مسيرتها التي تعتبر “صعبة” بالنسبة ليافعة أرادت أن تحدث تغييرا في مجتمعها وفي محيطها انطلاقا من شغفها.

1. من هي حنين بوبكر ؟

حنين بوبكر لاعبة كيك بوكسينغ ..عمري 17 عاما ..اجتاز السنة القادمة امتحانات الباكلوريا..

2. ماذا تعني لك الرياضة؟

الرياضة شيء اساسي في حياتي.. أشعر أن جسمي أصبح يطالبني بها عندما اتوقف احيانا عن التدريب…الرياضة شيء مني أخترته كمسار في دراستي و في حياتي…الرياضة هي حياتي بأكملها..

3. لماذا اخترت رياضة الكيك بوكسينغ ؟ كيف بدأت الحكاية ؟

عندما كنت صغيرة…كنت أشاهد ألعاب الكاراتيه مع والدي لأنه كان بدوره لاعب كاراتيه..فأغرمت بهذه الرياضة كثيرا و كان والدي يعلمني أحيانا بعض التقنيات في البيت..وفي سنة 2016 بدأت التدريبات على الكيك بوكسينغ عندما بلغت العمر الذي كان يسمح به…

اختياري لهذه الرياضة ..أي الكيك بوكسينغ لم يكن اعتباطيا..فأولا أغرمت بهذا الاختصاص عن طريق والدي… وفي نفس الوقت لم يكن متوفر في منطقتنا اختصاصات أخرى يمكنني ممارستها… ولكن حقا الكيك بوكسينق هو اختصاص أحببته كثيرا و اتقنته أيضا بشهادة الجميع.

4. حنين والرياضة قصة حب كبيرة…هل تطمحين للاحتراف ؟

الاحتراف هو شيء أطمح اليه كثيرا..وأشعر أنني قادرة على ذلك..لأنني أثق بقدرتي على التطور أكثر وأن أصبح محترفة و بطلة عالمية..ولكن فيما يخص الدراسة فأنا أريد شيء اخر…أريد أن يبقى الكيك بوكسينغ “حكاية غرام” و أطمح للاحتراف في نفس الوقت …

ما أطمح اليه الان هو اجتياز امتحانات الباكالوريا بنجاح و من ثم أحلم بدراسة الطب الرياضي..وهكذا أمزج بين الطب والرياضة.

5. هل للرياضة تأثير على دراستك ؟

معدلي السنوي 16 …وأنا دائما الأولى في قسمي ..فممارسة الرياضة ليس له أي تأثير سلبي على دراستي بل بالعكس فهي تجعلني أكثر انضباطا و طاقة و نظافة …لأنني أفرز كل الطاقات السلبية أثناء ساعات التدريب… و عند عودتي للبيت أجد نفسي جاهزة نفسيا و بدنيا للمراجعة والدراسة.

6. حسب تجربتك الخاصة هل تعرضت لعراقيل في ممارسة الرياضة لأنك أنثى ؟

طبعا تعرضت للعراقيل..وكثيرا..صحيح أنني تجاوزت العراقيل الان و لكن في البداية كانو يقولون لي الجملة الشهيرة “ما وصلوش الي قبلك بش توصل انت ..” وكان ذلك يستفزني …

كان يتساءل المحيطين بي حول كيف سأتعامل مع المدرب وأنا فتاة.. كانو يعتبرون أن “الضرب” ليس شيئا لائقا بالنساء..كانو ينصحوني بالتركيز على دراستي ..

ولكن كلامهم لم يأثر بي ..و أصريت على خلق التغيير في حياتي …في نفسي و في المحيطين بي لأنني أريد تغيير هذه الأفكار ..فواصلت في مسيرتي..ووجدت الدعم من عائلتي.

والجميل في الأمر..أن ذلك حقق فعلا التغيير..فالعديد من الفتيات في منطقتي نسجوا على منوالي و أقبلو على الرياضة في العموم والكيك بوكسينك في الخصوص..حتى أن بعض الأولياء كانو ينتقدونني في البداية.. أصبحو الان يشجعون أبناءهم على ممارسة الرياضة..و ذلك بفضل مثابرتي… أحسست حقا أنني خلقت تغييرا في منطقتي ..لقد حققت الهدف الذي سعيت اليه ..وأنا فخورة بذلك.

7. كيف استطعت اقناع الجميع أن المرأة والراجل متساوون ؟ا

لم أحاول اقناعهم بالكلام..كنت أعمل في صمت..كنت أفرض نفسي بعملي واجتهادي ..لقد تجاهلت كلامهم وانتقاداتهم وعندما يواجهني شخص ما أقول له أننا جميعا متساوون..هو نجح..أنا أيضا يمكنني النجاح ..هو له قدرة في التحمل والوصول..أنا أيضا لديا طاقة و جسم يمكنه التحمل والوصول الى هدفه.

8. انت يافعة …عمرك 17 سنة ..هل يمكنك التوفيق بين الرياضة و حياتك العادية كيافعة في سنك ..بين الدراسة وقضاء وقت مع العائلة أو الأصدقاء…

كما سبق وقلت..الرياضة علمتني الانضباط.. أنا أتدرب 3 مرات في الاسبوع وكل حصة تدوم ساعة و نصف أو ساعتين على أقصى تقدير.. وبالتالي لديا متسع من الوقت بين عائلتي ودراستي و أصدقائي وحتى تدريبات في مجالات اخرى كالدفاع عن النفس..

أقوم بعدة أعمال الى جانب الرياضة كمشاركتي في المجتمع المدني.. واذا أردت أن اتجمل أو أخرج لقضاء وقت ممتع..فلديا متسع للوقت للقيام بذلك.. الرياضة شيء ايجابي جدا في حياتي..زادتني الكثير من الطاقة و الحماس.

9. في قبلي…هل تعرضت لانتقادات من العائلة ..المحيطين بيك…المجتمع بصفة عامة لأنك تمارسين الكيك بوكسينغ الذي يعتبر للبعض رياضة رياضة رجالية بامتياز ؟

نعم تعرضت للانتقادات كثيرا..ولكن في نفس الوقت في قبلي ليس هناك العديد من الاختصاصات..كالرقص مثلا أو الجمباز.

أنا أعتبر أن الرياضة للجميع..دون استثناء..ويمكنني القول أنه حتى لو كانت هذه الاختصاصات متوفرة في قبلي..لكنت سأختار الكيك بوكسينغ….

لأنني حقا أحب هذه الرياضة كثيرا و أشعر بالسعادة وأنا أمارسها ..كما أنني أرى ان الكيك بوكسينغ رياضة يمكن أن يمارسها النساء والرجال وهناك أيضا مسابقات للرجال و مسابقات للنساء.

10. هل عندكم نقص في اماكن لنوادي في قبلي؟

أجل كثيرا…فلطالما أردت ممارسة السباحة..ولكن لا يوجد نادي سباحة في جهتي ..رياضة الرماية أيضا غير موجودة.. أريد تعلم الرقص أيضا .. أريد اكتشاف اختصاصات جديدة..ولكن هذا مستحيل في جهتي..

ما أطمح اليه حقا هو ان يتوفر هنا نوادي متعددة الاختصاصات حتى أمارسها جميعها..االعديد يقولون لي أن أختص في رياضة وحيدة حتى أتقنها و لكنني أفضل أن أعيش تجارب جديدة ..

11. مؤخرا أصبحت تمارسين رياضة الفروسية ..حدثينا عن هذه تجربتك

الحقيقة فكرة ركوب الخيل والفروسية كانت تراودني منذ مدة طويلة ..ولكنني كنت صغيرة و لم أجد جمعيات معروفة تدعم هذه الرياضة ..ولكن الان عندما كبرت ..بحثت جيدا و ووجدت جمعية ريان للفروسية بسوق الأحد و بدأت التدريب معهم. لذلك أنصح بأن تجتهد في البحث عن نادي في الاختصاص الذي تريده..

11. حنين انت أيضا ناشطة في المجتمع المدني ..حدثينا عن تجربتك مع جمعية اليافع وماذا أضافت لك ؟

كنت أشارك في عدة تدريبات في دار الشباب ومع جمعيات عدة من بينها جمعية سوق الأحد للسياحة والثقافة والترفيه وجمعية اليافع ..

هذه التدريبات علمتني كيفية تحمل مسؤوليات وسط مجموعة..طريقة التواصل والتحدث …أن أضع هدف أمامي و أحاول بكل جهودي أن أصل اليه.

12. ماذا لا نعرفه عنك بعد ؟

أتمنى حقا أن أحقق كل أهدافي ..أن أكون عنصر تغييري في المجتمع ..أن أؤثر بطريقة ايجابية في المحيطين بي …أريد اجتياز امتحانات الباكالوريا ومن ثم تحديد اهدافي ولكن حلمي الأول هو أن أصبح طبيبة رياضة.

شكرا حنين