أحمد بوغندة يافع وتلميذ تونسي من مواليد 9 نوفمبر 2002 درس بمعهد خيرالدين باشا بأريانة..اجتاز امتحانات الباكلوريا اداب بنجاح.
خلال هذا الحوار تطرق أحمد لأهم محطات السنة الدراسية الفارطة و عن الظروف الاستثنائية التي مر بها هو وزملائه في ظل جائحة كورونا 19-COVID.

السنة الدراسية 2020/2021
كيف كان العام الدراسي و فترة المراجعة لامتحانات الباكلوريا في خضم الفترة الحساسة التي تمر بها البلاد ؟
بداية السنة كانت مخيفة نوعا ما… لأن العودة المدرسية كانت ضبابية, كنا نجهل اي نظام دراسي سوف يعتمد..قاموا بانقاص عديد الدروس دون اعلامنا بالتحويرات..لم نكن ندري موعد الامتحانات…الى جانب الضغط النفسي الذي استطعنا تجاوزه فقط بفضل احاطة الاساتذة والجو العام للقسم.
عندما اعلنوا تأجيل موعد الباكلوريا البيضاء.. أقلقنا موضوع تقليص فترة المراجعة لكن في الاخر…كل شيء مر على ما يرام.
الدراسة يوم بعد يوم في الظاهر تبدو مريحة و لكن الأمر غير ذلك تماما ..لأننا أولا لم نتكمن من اكمال البرنامج ما جعلنا في الفترة الاخيرة نتسابق مع الوقت لاكماله.
وثانيا ..نظام الدراسة يوم بعد يوم يجعل النسق متباطيء ولا يساعدك على التركيز أوالعمل..فبما ان عدد ايام الدراسة كان قليلا.. فهذا كان يمنعنا من الدخول في تفاصيل المعلومات…
أما التغييرمن اعتماد الثلاثي الى اعتماد السداسي..كان منتظرا بالنسبة لي..بل وكان ضروريا وايجابيا لأنه تم تقليل عدد الاختبارات. و لكن هذا حرمنا من امكانية التعلم من أخطائنا و تصحيحها.

- هل مثلت جائحة كورونا 19-COVID ، عائقا كبيرا في دراستك ؟
ربما في بعض الاحيان وذلك متعلق اساسا بالوضع الصحي العام للوباء..عندما كان يتفاقم عدد الوفيات والمرضي..يزيد خوفي على عائلتي بالخصوص.. هذا اثر كثيرا على نفسيتي.. وعندما كانت تتحسن الاوضاع .. كنت اشعر بالاطمئنان و لكن للاسف كان لا يستمر ذلك كثيرا. فالجو العام للبلاد كان له تأثير كبير على العام الدراسي ككل.
هل درستم عن بعد ؟ اذا نعم كيف كانت التجربة ؟
لا لم ندرس عن بعد…كان هناك فقط تواصل بين التلاميذ والأساتذة عبر الانترنات لارسال الدروس او تصحيحها. لكن لم نعتمد الدراسة عن بعد.
و أظن شخصيا ان العلوم الانسانية والأدب بصفة عامة من الصعب ان تدرس عن بعد على غير الدروس العلمية…فهي تطلب مجهود خاص.
- هل تعتقد أن الـوباء كان سببا مباشرا في عدم نجاح البعض ؟
نعم هو سبب كبير ومباشر …فقد قرر العديد من التلاميذ ايقاف السنة الدراسية و ذلك لصعوبة الوضع و ضبابية الامور… صحيح ان جلهم ندمو في اخر الأمر و حاولو التدارك و لكن خوفهم الكبير من الوباء وعلى العائلة جعلهم يتخذو هذا القرار..فصديقي مثلا..قرر عدم مواصلة السنة لخوفه على اخته التي تعاني من نقص في المناعة. نظام الدراسة في تونس يعاني من عدة مشاكل ونقائص من قديم الزمان..الكورونا ساهمت في تعميقها.

- تأثير جائحة كورونا في نفسيتك خلال العام الدراسي ؟
عدم توفر معلومات كافية وواضحة حول السنة الدراسية بصفة عامة وأوقات الاختبارات بصفة خاصة اثر كثيرا على نفسية التلميذ..كانت هنالك مخاوف من تعطل الدروس…كل يوم خبر جديد … “تم الغاء السنة الدراسية …تم تأجيل الامتحانات …ستأجل مناظرة الباكلوريا الى فصل الصيف”…ما جعلنا نعيش ضغط نفسي كبير …
ماذا كنت تتمنى أن يكون متوفرا خلال هذه الفترة في معهدك (احاطة نفسية / مساعدات/ معاملات استثنائية)
كنت أتمنى تطبيق جيد للبروتوكول الصحي داخل المعهد خلال السنة الدراسية الفارطة.. وفي نفس الوقت ان يكون الطاقم الدراسي متفهم ومتعاون مع التلاميذ في حالة الاخلال به عن غير قصد…كنت أتمنى ان يقومو بفتح الباب الكبيرو ليس الصغير لتجنب الازدحام..
كنت أتمنى أن يكون هنالك مرشد بيداغوجي بالمعهد ..لقد كان غائبا كليا على مستوى التوجيه لتلاميذ السنة الاولى والثانية …وهذا الامر لم يكن مقتصرا على معهدي فقط…بل في العديد من المعاهد في تونس.
كان عاما سيئا على كل المستويات…على المستوى الصحي و النفسي ..وحتى الدراسي ..لم يكن هنالك تأطير جيد…ربما انا كنت محظوظا بأساتذتي …ولكن في العموم الاطار التربوي لم يكن متعاون.

- ماذا كان الدور الذي لعبته العائلة خلال هذه الفترة ؟ كيف تعاملت معك ؟ وهل تعبر الإحاطة العائلية للتلميذ خلال هذه الفترة الحساسة مهمة ؟
أكيد..للعائلة دور مهم…وعائلتي وفرت لي مساحة من الحرية خلال هذه السنة الدراسية …فكنت أقرر بنفسي توقيت الدراسة او الراحة…أنظم وقتي بكل حرية ..وهذا كان له تأثير ايجابي على نفسيتي و دراستي..
ولكن للأسف بعض العائلات تعمدت الضغط على التلميذ.. ما تسبب له بالارهاق الشديد واثر سلبيا على مردوده …حتى أن البعض تراجعت علاماتهم والسبب يعود لتصرفات العائلات المبالغ فيها.
- أخبرنا بقصة أوحدث حصل لك خلال هذه الفترة
قمت أنا و زملائي بقسم الرابعة اداب بوقفة احتجاجية للمطالبة بتطبيق البروتوكول الصحي داخل المعهد…و شعرنا بالفخر عندما تم الاستجابة لمطالبنا..واصبح هنالك مقياس لدرجة الحرارة ..واستعمال الجل المطهر…فمن الرائع ان تساهم حتى بطريقة بسيطة في صنع التغيير…

الدراسة والعمل الجمعياتي
- العمل الجمعياتي بالتوازي مع الدراسة ..هل هو ممكن بالنسبة ليك ؟
هو ممكن …بشرط أن يجيد التلميذ تقسيم وقته وأن يقوم باختيار صائب بخصوص دراسته…وذلك باختيار شعبة يحبها ويبرع فيها حتى يدرس بكل ارياحية الى جانب النشاط الجمعياتي..
- ماذا أضاف لك العمل الجمعياتي و التدريبات التي شاركت فيها في حياتك..وفي دراستك ؟
أضافت لي كثيرا …في الفرنسية..في العربية أو الفلسفة كنت أستعمل المفردات و المعلومات التي تطرقت اليها خلال التدريبات التي قمت بها داخل جمعية +ADO كالنوع الاجتماعي أو التثقيف السياسي..
حتى داخل القسم …كنت اشارك ما تعلمته ..مع الاساتذة و زملائي.. أقوم بمناقشتهم بكل حرية في مواضيع انسانية وحقوقية وسياسية وغيرها..