استطاع السباح التونسي أحمد أيوب الحفناوي من تحقيق إنجازا تاريخيا غير مسبوق في سجلات الألعاب الأولمبية عقب تتويجه بالميدالية الذهبية لمسابقة السباحة في طوكيو.
وبفضل تتويجه بالذهبية الأولى لتونس والعرب في أولمبياد طوكيو، أصبح الحفناوي الذي لا يتجاوز عمره 18 عاما، أصغر رياضي عربي يتوج بميدالية ذهبية أولمبية في تاريخ الألعاب الاولمبية.
وأنهى أحمد أيوب الحفناوي المولود في 4 ديسمبر 2002 الدور النهائي لسباق 400 متر سباحة حرة في الصدارة بتوقيت قدره ثلاث دقائق و43 ثانية و36 جزءا بالمائة ليحصد الذهب أمام الأسترالي جاك ماكلوجلين والأميركي كيران سميث.

وقال أيوب الحفناوي في تصريحات نقلتها إذاعة “المنستير” التونسية بعد لحظات من نهاية السباق: “أحمد الله أني حققت حلما كبيرا وهو التتويج بميدالية اولمبية، فرحتي مضاعفة لكوني نجحت في انتزاع الذهبية، السباق لم يكن سهلا ولكنني وضعت كل طاقتي ولم أفكر وأنا أخوض الخمسين مترا الأخيرة إلا في إنهاء السباق متصدرا، انا مدين لكل من ساعدني وشجعني لأحقق هذا التتويج”وأضاف:” كوني بطلا أولمبيا فهذا أمر رائع لي ولتونس”.
الحفناوي اهدى تونس أول ميدالية ذهبية بعد 9 سنوات في الألعاب الأولمبية في السباحة، وفي تصريح لشبكة “أن بي سي” الأمريكية قال الحفناوي بعد تتويجه “لا أصدق ذلك، هذا رائع. هذا الصباح شعرت بإحساس أفضل من يوم أمس. أنا بطل أولمبي الآن”.

أيوب الحفناوي تونسي التكوين، تدرب وتكون في المسابح التونسية على يد المدرب جبران الطويلي البالغ من العمر 30 سنة فقط وهو مدرب ومرافق السباح الأولمبي منذ 11 سنة. يدرس أحمد أيوب الحفناوي بالمعهد الرياضي الفرنسي بيار دو كوبرتان ويتدرب بتونس تحت إشراف المدربين سامي عاشور وجبران الطويلي.
وعن سؤاله عما إذا كان صناعة تونسية 100% بقيادة مدربين تونسيين، قال الحفناوي “بالتأكيد، أنا صناعة تونسية 100%، وتدربت على يد مدربين توانسة وطاقم طبي وفني وتونسي حتى حققت هذا الإنجاز.. هناك كثير ممن ساعدوني، ومن بينهم مسؤولو اللجنة الأولمبية التونسية والاتحاد التونسي للسباحة والمدربون وأفراد عائلتي الذين وقفوا بجانبي كثيرا، والحمد لله توجنا في النهاية بهذا الإنجاز”.

أكد السباح التونسي والبطل الأولمبي أحمد أيوب الحفناوي أن تتويجه بالميدالية الذهبية لسباق 400 متر حرة هو تتويج لفترة عمل طويلة ومجهوده وكل من سانده في الفترة الماضية. وعن كيفية استعداداته في الفترة الماضية في ظل أزمة كوفيد-19، قال الحفناوي “قمت بتضحيات كبيرة، خاصة في وقت الجائحة، وذلك تحت قيادة المدربين سامي عاشور وجبران الطويلي، وفي البداية لم نستطع الحصول على تأشيرات لخوض معسكرات تدريب خارج تونس، ولكننا في النهاية نجحنا في حل المشكلة واجتهدنا كثيرا، وتوجنا مجهودنا بذهبية الأولمبياد اليوم”.
وقال الحفناوي في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية “دي بي إيه” (DPA) “لم أكن أتوقع صراحة أن أفوز أو أخوض النهائي، خاصة أنني خضت السباق في الحارة الثامنة التي يكون فيها السباق صعبا بعض الشيء، ولكنني والحمد لله شعرت في نهاية السباق أنني أنطلق بشكل جيد وحصلت على الميدالية الذهبية”. وأضاف “أن تصبح بطلا أولمبيا هو حلم بالنسبة لي ولأي رياضي في العالم”.

وعن زميله السباح أسامة الملولي، قال الحفناوي “الملولي أمامه سباق 10 كيلومترات في المياه المفتوحة، وأتمنى له التوفيق فيه، فهو صاحب خبرة كبيرة، وأتمنى أن يتوج بطلا لأن هذا سيحسب له بشكل كبير”.
وكان بطل السباحة السابق التونسي أسامة الملولي، المتوج بذهبيتي 1500 م حرة في بكين 2008 و10 كلم في لندن 2012، قد تحدث سابقاً عن إمكانية صعود الحفناوي على المنصة في أولمبياد باريس 2024 أو لوس أنجليس 2028، بيد أن الحفناوي كان له رأي آخر بعد حصد هذا التتويج المبكر.